رب اجعل هذا البلد امنا....

10/16/2009

ليس دفاعا عن فاروق حسنى


انتهت معركة اليونسكو بكل ماصاحبها من صخب وماتلاها من جدل خاصة بعد النتيجة التى اتت بشكل درامى مريب.
فالمرشح المصرى الذى كان متقدم فى الثلاث جولات الاولى بفارق شاسع عن أقرب منافسيه وتعادل فى الجولة الرابعه وفى الخامسة والاخيرة يتحول صوتين فقط من مؤيديه لترجيح كفة المرشحة البلغارية. والمثير ليس فقط فى الشكل الذى سارت به عملية التصويت ولكن للحملة الغريبة من الشماته والتشفى التى تعرض لها فاروق حسنى بعد اعلان النتيجة التى للاسف شارك فيها بعض الشخصيات المصرية من اتجاهات متناقضة والتى وصفه بعضها بأنه " حارق للكتب" ومقيد للحريات وأخذوا عليه بعض المواقف مثل مصادرته لبعض الكتب والتى قد تقتضيها طبيعة منصبه فى بلد مثل مصر تحترم القيم والدينية وترفض الابتزال باسم الثقافة بالرغم من أنه لا يعد من المحافظين. ولم يتذكر له هؤلاء أى من مواقفه الداعمه لحرية الثقافة والابداع والليبرالية التى يهاجمه البعض الاخر من اجلها.
وقد يختلف الكثيرون مع فاروق حسنى -وانا من هؤلاء_ ولكن له انجازاته التى لايمكن أن ننكرها أو نختزل تقييمه فى مجرد تصريح أو عدم التوفيق فى استخدام تعبير مثل تصريح "حرق الكتب الاسرائيلية", اما الاهم فهو عدم فهم وادراك الموقف أو التعامل على قدره ففاروق حسنى عندما يترشح لهذا المنصب فاننا يجب أن نقف جميعا مساندين له ليس فقط لشخصه وانما للوطن الذى يمثله . واذا كان اللوبى الصهيونى الذى أدار هذه المؤامرة لاسقاط المرشح الغربى المسلم لهذا المنصب لم يكن هذفه فوز مرشح بعينه وانما مجرد خسارة المرشح المصرى مما كلفهم التنقيب فى تاريخه للبحث عن أى هفوة يمكن المتاجرة بها ووصفوه بالمعادى للسامية والارهابى وغير ذلك , أما عباقرتنا من غلاة اليمين ومتطرفى اليسار فلم تعنيهم أى مصلحة وطنية وقومية من وجوده بهذا المنصب الرفيع وما يمكن ان يضيفه.
فاليونسكو يمكن أن يكون لها دور كبير فى الضغط على اسرائيل لوقف التخريب بالمسجد الاقصى وباقى الاثار العربية بالمدينة, كما يمكن أن يكون لها دورا فى التصدى لعملية تزييف التاريخ التى يعشقها الاسرائيليون. واليونسكو لها ارتباط كبير بالاثار المصرية وكان يمكن تعزيز هذا الدور وغير ذلك لخدمة الثقافة المصرية والعربية .
والموقف الغربى ليس جديدا فهذا ماحدث من امريكا ضد السفير محمد شاكر المرشح السابق لمنصب الامين العام لمنظمة الطاقة النووية وبعد ذلك مع محمد ابرادعى عندما بدأ يقف ضد التوجهات الامريكية , وأيضا ماحدث مع بطرس غالى فى الامم المتجدة عندما وافق جميع اعضاء مجلس الامن على التديد له ورفضت امريكا وفرضت رأيها على الجميع بسبب تقرير مذبحة قانا.
ولابد ألا سمر هذا الموضوع دون استخلاص الدروس وأن نعترف بأخطائنا وليس جلد الذات واهالة التراب على كل انجاز.