رب اجعل هذا البلد امنا....

6/17/2010

نقابة الصوت العالى


مازالت أزمة المحامين مع القضاء تتوالى فى تطور خطير , ومبعث الخطورة فى هذا التصعيد هو كونه ليس بسبب الدفاع عن الحريات او موقف وطنى أو حتى للمطالبة بحق مشروع لجموع المحامين ولكن هذه الاضرابات والاعتصامات على مستوى المحاكم من أجل الافراج عن اثنين من المحامين المحالين للمحاكمة باتهام رسمى , وهذا الموقف فى حد ذاته يعتبر تعد على سيادة القانون واستقلال القضاء , وكان يمكن تفهم موقف المحامين لو ان ثورتهم من أجل محاكمة وكيل النيابة الذى يوجهون له نفس تهمة المحاميين المحبوسين بالرغم من أن النيابة أعلنت أنه تم التحقيق معه هو الاخر وأيا كانت تفاصيل الواقعه التى أدت لهذا الوضع المؤسف فلا أحد يقبل ان يكون لى الاذرع والخروج على القانون هو سبيل "رجال القانون" فى التعبير عن رأيهم والمطالبة بحقوقهم وكان احرى بالمحامين اتخاذ طريق القانون واستخدام أبسط ادوات مهنتهم للدفاع عن حقوقهم ,لكن ماحدث وما تكرر قبل ذلك من محاصرة لمقار النيابة والتطاول على رموز القضاء واشاعة الفوضى فى المحاكم كنوع من الارهاب لاعضاء النيابة هو سلوك أصبح يتبناه فئة من المحامين ويجعلون منه تقليد جديد ومشين لمهنتهم, وبالطبع اى متابع لاحوال مهنة المحاماه يمكنه بسهولة المقارنة بين زمان القامات اعاليةالذين كانو يعتبرون مهنتهم رسالة يحترمونا فاحترمهم المجتمع وبين هذا العصر الذى تسلل فيه عدد كبير من قاع المجتمع الى هذه المهنة السامية وانحدروا بها فكان مانراه يوميا من اختلاق تهم وتلفيق قضايا ومتاجرة بالقانون وتلاعب بالموكلين حتى صار المجتمع يتعامل بحذر وريبة مع المحامين والاسوأ أن هذه الفئة أصبحت الاعلى صوتا والاكثر ظهورا وسط شرفء المحامين , ولا يمكن مقارنة موقف النقابة وبعض المتسلقين الذين حاولوا استثمار الازمة لاهداف انتخابية بمواقف وطنية عديدة لمجالس سابقة. ومها كانت التجاوزات لايمكن تبرير التجاوزات من اى طرف فى الازمة وكان من الممكن ان يقدم قيادات المحامين درسا فى التصرف الراقى الذى يعلى شأن المهنه ويرسخ سيادة القانون ويحرج من تعسف فى استخدام سلطته ويرسخ صورة موقرة للنقابة فى تعامل حضارى مع القضاء.لكن صوت الحكمة غائب وشيوخ المحاماه وحكمائها المشهود لهم بالوطنية ورجاحة العقل بعيدون عن الصورة وعندما يختفى الكبار من الصورة فمن الطبيعى ان يتصدرها الصغار