رب اجعل هذا البلد امنا....

10/26/2010

أين المصريون


عدة ظواهر دفعتنى للتسائل عماحدث للشعب المصرى, واى تدهور وتراجع اخلاقى حدث له فأنا لن اتحدث عن السلبيات الكثيرة التى نواجهها يوميا فى الشارع ولا عن الحوادث المرعبة والغير مبررة التى تمتلىء بها الصحف . ولكن هناك شىء قد يبو بسيطا وهو خبر نشر بالصحف ولفت نظرى عن حجم البلاغات الكاذبة لمرفق الاسعاف بلغت فى اليوم الواحد مائة الف بلاغ وان عدد الخطوط التى تم ايقافها لتكرر البلاغات الكاذبة منها مائتان وخمسين خط , ومعنى ذلك انه يوميا يقوم عشرات الالاف من الاشخاص بتصرف ينم عن انعدام احساس وغياب لكل القيم لكى يقدموا على عمل كهذا فى الوقت الذى نجد فيه شعوبا كنا نسخر منها تحترم بل وتقدس تلك النواحى الانسانية.

وأى متابع لحال الشعب المصرى يجد اننا نكاد مع الوقت نفقد سمات اقترنت بنا ازمنة طويلة حتى اصبحنا كأننا شعب اخر. ولعلى اتسائل هل هذا الشعب الذى اشتهر بالذوق المتناهى وبقيم الشهامة والنخوة والكرم هو نفس الشعب الذى تصدر منه افعال صادمة نقابلها يوميا ؟! وانا هنا لا انكر ان الكثيرين مازالوا يحافظون على تلك القيم والاخلاق الكريمة بدرجات متفاوتة, لكن لاشك أن هؤلاء فى تناقص مستمر. ويجب أن نجد اجابة عن السؤال الأهم فى هذا الشأن وهو :اذا كان هناك تراجع أخلاقى بالفعل ماهى أسبابه؟

.. هل هى الظروف الاقتصادية الطاحنة و زيادة البطالة وانتشار العشوائيات وزيادة الفجوة بين الاغنياء والفقراء والتى قد تدفع الكثيرين لليأس؟.. هل من تلك الأسباب غياب دور المدرسة مع الانهيار الحادث فى مجال التعليم وتراجع دور المعلم الذى اصبح عاملا عند تلاميذه من خلال الدروس الخصوصية؟

هل من تلك الاسباب تدهور مستوى الاعمال الفنية المختلفة من سينما وموسيقى ودراما تليفزيونية الى الحد الذى اصبحنا نسمع اغنيات تحض على الفجور وتروج للمخدرات والرذيلة؟
هل هو غياب دور المسجد والكنيسة وسط حالة التشنج والتدين الظاهرى الواردة الينا؟
أم ان انفتاحنا على العالم عن طريق الفضائيات والانترنت قد نقل الينا ثقافات غريبة ومرفوضة؟
وايا كانت الاسباب فقد انعكس هذا التراجع على بنيان الاسرة المصرية فأصبح لدينا كوارث اجتماعية من أطفال شوارع وزواج عرفى للشباب الصفير وانتشار انماط غريبة من الزواج وتزايد حالات الطلاق للحد الذى حذرت وزيرة الاسرة من عواقبه على بناء المجتمع المصرى. وبدأنا نرى ظواهر لم تكن مألوفة مثل زنا المحارم وجرائم الاسرة اضافة الى انتشار ادمان وتعاطى المخدرات لحدود لايمكن التهاون ازائها. مما يؤكد فى النهاية اننا أمام وضع خطير لا يمكن تجاهله ولابـد من دراسـته من خلال علماء الاجتماع واقتراح حلول وتوجهات تعيد لنا قيمـنا المفتقودة وان الدولة والنـخبة من المثقـفـين والسياسين وكذلك الفنانـين لابد ان يكون لهـم دور فى تصحيح هـذا الوضع.