رب اجعل هذا البلد امنا....

8/11/2013

سيف الشرعية ورقاب المصريين



منذ سقط نظام حكم د.محمد مرسى لم يجد مناصروه سوى ذريعة  ودافع واحد للمطالبة برجوعه للحكم رغم  وضوح استحالة هذا المطلب وهى فكرة الشرعية وأنه رئيس منتخب عبر انتخابات حرة  وأن صندوق الانتخاب هو الوسيلة الديمقراطية الوحيدة للتعبير عن ارادة الشعب المصرى, ولم يحاول    أى من أنصاره أن يقدم أى مسوغ أخر أو مبرر للشعب المصرى لاقناعه بجدوى بقاء مرسى فى الحكم. بل ان مرسى نفسه تمسك بنفس الفكرة عندما بدا يترنح نظام حكمة فلم يجد ما يقدمه للشعب المصرى أو ما يبرر به بقائه فى الحكم رغم الغضب الشعبى الواسع وحالة الرفض الواضحة سوى كلمة "الشرعية" وهو ما دفعه لتكرارها عشرات المرات فى أخر خطاباته. ورغم صحة ظاهر هذه الفرضية الا انه لا يمكن اختزال فكرة الشرعية فى مجرد صندوق انتخابات. وهناك مايشبه التزام ادبى فى معظم الديمقراطيات الحديثة على الرئيس يلزمه باحترام ارادة شعبه عندما يتشكل رأى عام واسع يرفض سياساته وهذا ما دفع الرئيس الامريكى نيكسون للاستقالة بعد فضيحة ووتر جيت
,وهو ايضا ما جعل الزعيم الفرنسى ديجول يتخلى عن الحكم طواعية بعدما لم يحقق الاغلبية الواسعة التى كان يتوقها
 رغم كونه رئيسا منتخبا وله  شرعية لا ينازعه احد فيها.
وفترة حكم مرسى كان واضح للعيان أنها فترة تخبط مليئة بالاخطاء وأنه لا يحمل أى رؤية أو منهج سياسى أى برنامج مثلما انخدع الكثيرين فيما يسمى "مشروع النهضة", وأنه كان يسعى فقط لتمكين فصيل  سياسى معين من مفاصل الدولة بل وتغيير نمط الدولة من دولة مؤسسات ولو ظاهريا الى مايشبه الامارة او حتى القبيلة!, اضافة لتجاوزه القانون فى اكثر من مرة ودخوله فى صدام مع كل  مؤسسات الدولة وكثير من فئات المجتمع بحجة مكافحة الفساد رغم سكوته على حالات فساد واضحة. ومع استمرار مرسى فى الحكم بدأ يتضح لكثير ممن انتخبوه أن استمراره قد يشكل خطرا على الامن القومى المصرى نظرا لتهاونه فى الحفاظ على الامن فى سيناء واستعداءه لبعض فئات المجتمع وافراجه عن كثير من الارهابيين بل وتعيين بعضهم فى مناصب سياسية,اضافة اذلك جائت قضية السدود التى ستقام على منابع النيل سواء فى اثيوبيا أو الكونغو , والاستهانة التى تم التعامل بها مع هذا الموضوع كاشارة على الخطر  المحدق الذى ينتظر مصر مع استمرار هذا النظام.ورغم ذلك لم يتدخل الجيش الذى بدأ يتذمر كثير من ضاطه الا بعد ان اعلن ملايين المصريين رفضهم لهذا النظام سواء بجمع التوقيعات لاجراء استفتاء أو بالمظاهرات الحاشدة يوم 30/6 ويوم 3/7 وهذا الشعب هو من اعطى الشرعية وهو من اعلن رفضه جليا لهذا النظام. ورغم ذلك فان انصار مرسى مازالوا ينادون بعودة الشرعية حتى لو كان الخيار بين "الشرعية" المزعومة مصلحة الوطن ذاته. فلا يمكن أن تكون الشرعية أبدأ سيفا مسلطا على  رقاب الشعب المصرى الذى هو من يمنح الشرعية ويسلبها عند الضرورة .

5/22/2013

كل الشكر لشركة بايدو مصر ومديرها الاقليمى
على الجائزة التى قدموها , وكل امنياتى لهم بالتوفيق فى السوق المصرى

5/20/2013

وطن على حافة الخطر

لم يعد يخفى على احد فى مصر او خارجها حجم الخطر المحدق بوطن أصبح مثل سفينة بدون ربان وفى وجود ركاب تسود الخلافات فيما بينهم. وأسوأ ما يمكن أن نتأمله فى المشهد الحالى وسط هذه الصراعات السياسية هو التشابه الكبير بين حال مصر الان ولبنان قبيل الحرب الاهلية.
. واهم اوجه الشبه هذه هى حدة الانقسام وتواليه حتى داخل التيار السياسى الواحد وعدم وجود أيديولوجيية واضحة تجمع تيار سياسى بعينه وانما أصبحت المصالح الفردية والحزبية الضيقة هى الشىء الوحيد الذى يمكن 
ان يلتف حوله مجموعة من السياسيين!.
وثانى اوجه الشبه واخطرها هو دعم دول اقليمية لقوى سياسية بعينها فى الداخل,ففى لبنان كانت توجد قوى مدعومة من سوريا ومن المملكة السعودية ومن فرنسا ومن ايران, اما فى مصر فأصبح لدينا من ياخذ دعم سياسى ودعم مادى من دول مثل قطر والمملكة السعودية والامارات وتركيا وايران اضافة للولايات المتحدة. ومن أوجه التشابه التوظيف السىء للدين فى الصراعات السياسية بحيث أنه بعد ان كان لدينا فصيل سياسى واحد يدعى تمثيله للتيار الدينى أصبح الان لدينا اكثر من قوة سياسية تتكلم باسم الدين واصبحت الوسيلة الأسهل للحشد التأثير على المواطنين هى استخدام المساجد وتوظيف من يدعون انهم يتكلمون باسم الدين .اضافة لما سبق فانه يوجد وجه شبه اخر وخطير ولكنه لم يلق اهتمام كافى من المتابعين وهو وجود كميات كبيرة من الأسلحة داخل البلاد لا يعلم الا الله من يجلبها وماذا يهدف من وراء حيازتها؟! بحيث أصبح من السهل جدا أن تجد أى فرد يحمل سلاح غير مرخص والهدف المعلن هو الحماية!
. وكل أوجه الشبه هذه بقدر ماتبعث على القلق فانها لا يجب ان تجعلنا نغلق باب الامل للخروج من هذا النفق المظلم , طالما يلوح فى الافق بصيص أمل وهوطبيعة الشعب المصرى المحب للسلام والحياة والمترابط بطبعه , والذى انتصر عبر تاريخه على كل الفتن وعجز كل المستعمرين على زرع الفرقة والانقسام بين ابنائه. وبقدرما يجب ان ندق ناقوس الخطر ازاء كل ما يحدث فى مصر فان الشعب المصرى قادر على اجتياز كل الازمات متى عاد المصريون الى ثوابتهم واذا ارتفعت القوى السياسية عن مصالحها الحزبية وتخلت عما تبحث عنه من مكاسب زائلة واعلت المصلحة الوطنية. ولدينا فى مصر مؤسسة وطنية قبل أن تكون دينية وهو الازهر الشرف. ومهما كان يوجه له من نقد فى أوقات معينة الا ان الازهر عبر تاريخه كان هو ملاذ المصريين فى الشدائد وفى أوقات الانقسام وهو المرجعية التى توحد المصريين وقت ان تسود الفرقة والخلاف , وهو البيت الذى يلتئم فيه شتات المصريين وقت المحن. ونتمنى أن يلهم الله الجميع مافيه صالح الوطن ووحدة ابناءه.

1/11/2013

فى انتظار قائد


دائما وعلى مر العصور تاتى مراحل التراجع والاضمحلال ليتبعها ظهور قائد ملهم يتمتع بصفات خاصة يقود شعبه
للخروج من أزمته والتقدم وتحقيق قفزة حضارية , وظهور هؤلاء القادةالمتمتعين بالكاريزما وبالتأثير فى التاريخ لايرتكن للصدفة بقدر مايرتبط باستعداد يتواكب مع ظروف واحتياجات وطن يمر بفترات حالكة,
وفى مصرتكررت هده الظاهرة على فترات تاريخية مختلفة بداية من احمس  الذي قاد المصريين لكسر شوكة الهكسوس ,الى صلاح الدين  الذي  تولى الحكم فى ظروف حالكة وبعد فترة من التخبط وفى جو ملىء بالفتن والمؤامرات واستطاع ان يتغلب على كثير من الصعاب ويحقق انتصارات كبيرة, ونفس التجربة تتكرر بعد  ذلك  مع قطز  الذي تولى الحكم
ومصر على شفا حرب اهلية ,ثم محمد على  الذي  اختاره الشعب المصرى لينهى فترة حكم المماليك ويبدأ عصر تقدم حقيقى لمصر فى شتى المجالات, وغيرهم الكثير .. ولكن مايهمنا هو التشابه بين الفترة التى نعيشها حاليا والفترات التى تسبق بزوغ نجم هؤلاء القادة, فنحن للاسف وبعد قيام ثورة 25 يناير والتى لم يكن لها قائد بدأت تتوالى
على مصر الانقسامات والفتن وطغت على كل القوى والحركات السياسية الانانية والانتهازية وتغافل اغلبهم عن صالح الوطن وعن هموم المواطنين وأصبح شاغلهم هو ما سينالونه من الكعكة وماسيناط بهم
  من أدوار فى هذه المرحلة,ولم يستطع المجتمع رغم ظهور كثير من الشخصيات ان يجتمع على شخصية تشكل امل فى توحيد صف الامة واجتياز عثرتها.
ورغم ما يبعثه هذا من احباط الا انها مؤشر على قرب بزوغ نجم قيادة قد تكون مغمورة حاليا ولكنها تتمتع بصفات تؤهلها لاصلاح ما أفسده الاخرون,فمصر قادرة على انجاب الكثير من هؤلاء الشخصيات الفذة التى تضمد جراح ابنائها وتحقق أمالهم.

1/10/2013

النسر والسيفين



مع تصاعد دور التيار الدينى فى الحياة السياسية بعد ثورة 25 يناير تزايد الحديث يوما بعد يوم عن بعض الامور
 التى يعتقد بعض السياسيين المنتمين  لذلك  التيار انها تتعلق بالهوية الاسلامية للدولة, وان الفرصة قد اصبحت سانحة لهم لتاكيد ذلك من خلال اجراءات مختلفة, حتى أصبح هذا السلوك فى مجلس الشعب المنحل وفى العديد من المؤتمرات والفعاليات اشبه بالهوس, والغريب ان هذه الهرولة فى التأكيد على بعض الامور الشكلية اصبح يعطى انطباع وكأننا كنا نعيش فى بلد بعيد عن الاسلام واننا فى دار الكفر!
..واخر هذه المواقف هو جنوح فكر البعض للمطالبة  بحذف النسر من العلم المصرى واستبداله برمز يعبر عن الهوية الاسلامية ,ومنهم من اقترح السيفين على غرار المملكة السعودية
!!وهو طرح بقدر سذاجته بقدر ماهو مستفز
 وينم عن عدم ادراك صاحب الفكرة وضحالة فكره.فاذا كان الهدف من هذه الفكرة هو التاكيد على الهوية الاسلامية لمصر فان السيفين لم يكونا يوما رمزا للاسلام
ووجودهما هلى العلم السعودى او حتى على شارة الاخوان المسلمين  ليس معناه انه يرمز للاسلام بل على العكس فهذه تهمه تسىء للاسلام وكثير من المستشرقين حاولوا الصاق تهمة انتشار الاسلام بالسيف
. والاغرب ان النسر الموجود على العلم هو الاقرب للهوية الاسلامية لأنه كان رمزا للقائد صلاح الدين الايوبى الذى اضاف الكثير وحقق بعضا من اهم الانتصارات فى التاريخ الاسلامى , وهو فى نفس الوقت الرمز الفرعونى الذى ارتبط بالاله حورس عند قدماء المصريين
 اى انه يرتبط بالتاريخ الاسلامى وبالتاريخ الفرعونى لمصر. اضافة لأنه الرمز الذى ارتفع فى انتصارات اكتوبر على العلم المصرى.اى ان العلم الحالى هو العلم الذى شهد اروع انتصار عسكرى مصرى وعربى فى العصر الحديث
والحمد لله انه لم يشهد اى هزائم. لذا فان هذا العلم الذى ارتبط به المصريون فى مناسبات عديدة وارتفع فى الثورة والتف حوله الجميع بمختلف طوائفهم وانتمائاتهم لذا يجب الحفاظ على هذا العلم بشكله الحالى وكل مايحمله من ذكريات طيبة فى تاريخنا الحديث والبعد عن هذه الاقتراحات التى تفرق اكثر مما تجمع