دائما
وعلى مر العصور تاتى مراحل التراجع والاضمحلال ليتبعها ظهور قائد ملهم يتمتع بصفات
خاصة يقود شعبه
للخروج
من أزمته والتقدم وتحقيق قفزة حضارية , وظهور هؤلاء القادةالمتمتعين بالكاريزما
وبالتأثير فى التاريخ لايرتكن للصدفة بقدر مايرتبط باستعداد يتواكب مع ظروف
واحتياجات وطن يمر بفترات حالكة,
وفى مصرتكررت
هده الظاهرة على فترات تاريخية مختلفة بداية من احمس الذي قاد المصريين لكسر شوكة الهكسوس ,الى صلاح
الدين الذي تولى الحكم فى ظروف حالكة وبعد فترة من التخبط وفى جو
ملىء بالفتن والمؤامرات واستطاع ان يتغلب على كثير من الصعاب ويحقق انتصارات
كبيرة, ونفس التجربة تتكرر بعد ذلك مع قطز
الذي تولى الحكم
ومصر
على شفا حرب اهلية ,ثم محمد على الذي اختاره الشعب المصرى لينهى فترة حكم المماليك
ويبدأ عصر تقدم حقيقى لمصر فى شتى المجالات, وغيرهم الكثير .. ولكن مايهمنا هو
التشابه بين الفترة التى نعيشها حاليا والفترات التى تسبق بزوغ نجم هؤلاء القادة,
فنحن للاسف وبعد قيام ثورة 25 يناير والتى لم يكن لها قائد بدأت تتوالى
على
مصر الانقسامات والفتن وطغت على كل القوى والحركات السياسية الانانية والانتهازية
وتغافل اغلبهم عن صالح الوطن وعن هموم المواطنين وأصبح شاغلهم هو ما سينالونه من
الكعكة وماسيناط بهم
من أدوار فى هذه المرحلة,ولم يستطع المجتمع رغم
ظهور كثير من الشخصيات ان يجتمع على شخصية تشكل امل فى توحيد صف الامة واجتياز
عثرتها.
ورغم
ما يبعثه هذا من احباط الا انها مؤشر على قرب بزوغ نجم قيادة قد تكون مغمورة حاليا
ولكنها تتمتع بصفات تؤهلها لاصلاح ما أفسده الاخرون,فمصر قادرة على انجاب الكثير
من هؤلاء الشخصيات الفذة التى تضمد جراح ابنائها وتحقق أمالهم.