أيا كانت شخصية الرئيس القادم فامامه
الكثير من المسؤليات, وانتخابه ياتى فى مرحلة عصيبة مليئة بالأحداث والتحديات واى
قرار سيقوم به سيكون له الكثير من المعارضين وسيكتسب مع كل خطوة كثير من الخصوم
ايا كان اتجاه هذه الخطوات. ولكن هذا قدر الرجال فالفترات الصعبة الفارقة فى تاريخ
الامم هى المخاض الحقيقى لظهور الزعماء وفى مثل هذه الظروف يكون النجاح وبقدر
صعوبته سلما للمجد.
ولكى يوفق الرئيس القادم ويخطو بوطنه
الى بر الامان لابد ان يحذر من كثير من الالغام التى من الممكن أن تفسد كل عمل طيب
يقوم به من اجل هذا الوطن , وأول هذه
الالغام هوالمتسلقين الجاهزين دائما لحمل
المباخر وتأييد كل من يأتى الى كرسى السلطة , والكثيرين يتذكرون كيف جاء مبارك
للحكم كرئيس بسيط متواضع يرتدى ملابسه من
انتاج المحلة الى ان وصل به الامر فى نهاية حكمه أن تصمم له احدى دور الازياء
العالمية بدلة منقوش عليها حروف اسمه , وكيف تحول من شخصية متواضعة الى هذه الدرجة
من النرجسية والغرور والتى جعلته مع الوقت فى عزلة عن شعبه ,ووراء هذا التحول جيش
من المنافقين المستعدين لتقبيل الايادى والتسبيح بحمد الحاكم وتصوير كل قراراته
على أنها اعجاز والهام من السماء وانها دائما تأتى بالصواب.
والفخ الذى يجب ان يتفادى الرئيس
القادم الوقوع به وهو ارضاء عبدة الثورة , فالثورة تحولت عند الكثيرين لمهنة
يرتزقون من ورائها وعند البعض لمرض يصعب الشفاء منه
فالثورة وسيلة ولكنهم حولوها لغاية
وفى سبيل ذلك نجد ما نسمعه يوميا من عبارات جوفاء وشعارات تتردد لا معنى حقيقى
ورائها.
والرئيس القادم امامه تحد فى منتهى
الخطورة وهو اعادة بناء الدولة, فبرغم تماسك الدولة المصرية على مدى ثلاث سنوات
مليئة بالاضطرابات الا أن هيبة ووجود الدولة تاَكلت فى كثير من المظاهر التى لا
يمكن السكوت عنها , وأخطرها هو حالة التعدى الرهيبة على الرقعة الزراعية حتى تحول
ما يقرب من نصف مليون فدان من اجود اراضينا الزراعية الى علب اسمنتية, ومن صور
تراجع وجود الدولة هو حالة التعد على كثير من الطرق والميادين بصور مختلفة.
ويجب ان تعود الدولة للقياد بأهم
أدوارها وهو الحفاظ على النظام وتطبيق القانون.
ومن اخطر التحديات التى تواجه الرئيس
القادم هى زيادة نسب الفقر وتراجع مستوى المعيشة لأغلب المصريين خاصة مع توقف كثير
من المصانع وتراجع السياحة وتعطل كثير من الانشطة الاقتصادية فى الدولة بشكل عام
خلال الفترة الماضية وهو ما يتطلب منه جهد مضاعف و أن يفتح الباب لكل مصرى مخلص
لوطنه بان يقدم مالديه من عمل وجهد وابتكار لهذه المشكلات وأن يعيد التلاحم بين
المصريين بعد ما استشرى بينهم من فرقة وانقسام واستقطاب لافكار واتجاهات سياسية
مختلفة. ويجب على الرئيس القادم أن يدرك
فى المقام الاول ماعاناه البسطاء من المصريين خلال الفترة الماضية وأنهم فى
حاجة لمن يرفع عنهم كثير من الأعباء.
وأخطر مايمكن ان يتحمله أى رئيس منتخب
فى مثل هذه الظروف هو دفع فواتير انتخابية أو محاولة ارضاء فئات بعينهامقابل
مساندتها له للوصول الى سدة الحكم.
ولكن اتمنى أن يوفق الله الرئيس القادم الى تحقيق ما هو فى
صالح الوطن ايا كان الراضين أو الرافضين لما يقوم به والا يلتفت الا لما يرضى الله
ويمليه عليه ضميره ويحقق مصالح المصريين,.
No comments:
Post a Comment